تقرير حول فعالية "وفاء لغزة وتضامناً مع الشعب الفلسطيني"، نظمت الجمعية الدولية للشعراء العرب تظاهرة شعرية كبيرة بعنوان "من القدس وإليها" في دورتها الثانية، وذلك يوم الأحد 22 أكتوبر 2023، في المركز الثقافي والفنون بوقف جامع تقسيم.

انطلق الحفل بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم، ثم تم الاستماع إلى النشيدين الوطنيين التركي والفلسطيني. وفي كلمة ألقاها السيد رئيس الجمعية الدولية للشعراء العرب، ورؤساء الجاليات العربية، عبّروا عن استنكارهم الشديد لما يحدث في غزة وباقي الأراضي الفلسطينية من خروقات وممارسات لا إنسانية، وأكدوا على تحد صارخ لقواعد القانون الدولي، والتحديات الجسيمة التي تواجه فلسطين بسبب الاحتلال الغاشم والتعدي السافر على الشعب والأرض والحقوق والمقدسات.

شهدت هذه التظاهرة فقرات أدبية وشعرية ألهبتها زمرة من الشعراء، الذين أمتعوا الحضور بقصائد تنبثق من الضمير، وتتفاعل مع الأحداث الجارية في القضية الفلسطينية، مكشوفين عن أعداء وحدتها وبينوا وقائعها، داعين إلى تحريرها ورفعوا رؤوسهم تحيةً لبطولات شعبها.

كما شهد الحفل عرضًا مسرحيًا بعنوان "عن الحق ساكتون"، من تأليف الأستاذ عباس الزعيم.

مداخلة السيد عباس الزعيم رئيس جمعية الصداقة المغربية التركية خلال التظاهرة الشعرية الكبرى: من القدس وإليها .. وفاء لغزة... والتي نظمتها الجمعية الدولية للشعراء العرب بتركيا .

كلمات استحضرها خلال هذه الأزمة من مثل : الخوف ، الصمت ، الهلع ، الرعب ...  وغيرها من المصطلحات التي أصبحنا نتصف بها نحن العرب .. 

وأجمل تعريف للخوف هو ما قاله الكاتب الكبير الراحل نجيب محفوظ ؛ حين قال : 

الخوف لا يمنع من الموت ، ولكنه يمنع من الحياة ..

إذا ؛ خوفنا يمنعنا من أن نعيش ، لكن ترانا ماذا نحتاج لكي نعيش ؟

 وهنا أعجبني سؤال طرحه الشاعر الكبير الراحل محمود درويش :  

ترانا نحتاج إلى وطن جديد ؟ أم ترى وطننا  يحتاج إلى شعب جديد ؟

والإجابة الصحيحة أن وطننا يحتاج إلى شعب جديد ..

لكن ترى ما هي مواصفات الشعب الجديد الذي يمكن له أن يعيش ويعيش مرفوع الرأس لا مطئطئ الرأس ؟

 بكل بساطة هو الذي يفكر في غيره

يقول محمود درويش :  

وأنت تعود إلى البيت ، فكر بغيرك 

وأنت تنام وتحصي الكواكب ، فكر بغيرك ..

فهل فكرنا في غيرنا ؟

هل فكرنا في الأطفال الذين يسقطون كل يوم ؟

هل فكرنا في المستشفيات المتنقلة التي نفذت من كل شيء ؟

هل فكرنا ولو لدقيقة كيف يتنفس الأطفال بدون أكسجين ؟

هل فكرنا ولو لثانية كيف يعيش أهل غزة بدون ماء ولا كهرباء ؟

إذا فكرنا وشعرنا وتحركت فينا قيم القومية والعروبة والإنسانية ، وقدمنا كل شيء وضحينا سنكون بالفعل أحياء وتفتخر بنا الأجيال ، أما إذا جلسنا وصفقنا واختلفنا فسنضيع وتضيع معها قضيتنا ولن يغفر لنا التاريخ . 

من العدو ألان ؟ 

هل الصهاينة أم نحن ؟ 

وهنا اختم مستلهما ما قاله الراحل الشاعر نزار قباني : 

اليهود لم يدخلوا من حدودنا وإنما تسربوا كالنمل من عيوبنا

جلودنا ميتة الإحساس

أرواحنا تشكو من الإفلاس

أيامنا تدور بين الزار، والشطرنج، والنعاس

فهل نحن "خير أمةٍ قد أُخرجت للناس" !!؟

يا أصدقائي جربوا أن تكسروا الأبواب ، أن تغسلوا أفكاركم ، وتغسلوا الأثواب .. يا أصدقائي جربوا أن تقرؤوا كتاب ، أن تكتبوا كتاب ، أن تزرعوا الحروف ، والرمان ، والأعناب ، أن تبحروا إلى بلاد الثلج والضباب ، فالناس يجهلونكم في خارج السرداب ، و يحسبونكم نوعاً من الذباب. 

 خلاصة القضية توجز في عبارة ,  لقد لبسنا قشرة الحضارة و الروح فينا جاهلية .. 

عباس الزعيم من اسطنبول والقلب يحترق .

 كل الدعم لشهداء غزة وفلسطين 

تم تقديم عرض مسرحي من تأليفي وإخراجي تحت عنوان : على الحق ساكتون : نال إعجاب الجمهور الذي حضر .

وسلمني رئيس الجمعية الدولية للشعراء العرب بتركيا الشاعر الكبير مصطفى مطر درع غزة.